تعد كوريا الجنوبية من أكثر
دول العالم تقدماً فهى أحد النمور الآسيوية، و منذ بداية ستينيات القرن الماضى حتى
الأزمة الاسيوية المالية فى عام 1997 حققت معدل نمو إقتصادى لم يسبق له مثيل فى
العالم مما جعل الدول الغربية تطلق على ذلك "معجزة على ضفاف نهر الهان"
ولكن سرعان ما تعافت سريعاً بعد حصولها على قرض من صندوق النقد الدولى فى 1997
قامت بتسدديه مع حلول عام 2008 ، لتعود مرة أخرى إلى وضعها الإقتصادى المعهود،و جدير
بالذكر أن المجتمع الكورى منذ إنشاء الجمهورية الكورية قام بالعديد من الحركات
الإحتجاجية متذمراً على الأوضاع الساسية فى البلاد و لعل هذا هو ما أوصل كوريا غلى
هذه المرتبة المتقدمة ، فهم شعب يؤمنون بالحرية و الديمقراطية و حقهم فى عيش حياة
كريمة و لعل هذا يعود إلى إعتزازهم بتاريخهم و حضارتهم و ثقافتهم التى تعود إلى
أول مملكة إنشئت فى شبه الجزيرة الكورية "مملكة كوجوسون" عام 2333 ق.م و
لابد أن نذكر تغير الايدلوجية بين الشعب الكورى أثناء فترة الإستعمار اليابانى ،
فنحن نرى الآن الفارق الرهيب بين كوريا الشمالية و كوريا الجنوبية ، فكوريا
الشمالية إتجهت إلى الإقتصاد الشمولى الذى أودى بها إلى كونها أكثر دول العالم إنعزالاً
و تخلفاً أما كوريا الجنوبية فإتجهت إلى الديمقراطية التى فتحت أبواب التقدم على
مصراعيه و لعلها لم تحقق كل هذا بين ليلة و ضحاها فقد عانوا الآمرين حتى وصلوا إلى
هذه المكانة فقد مروا أيضاً بمرحلة شيوعية لعلها فترة مهمة كما سنرى ، و قد ذكر
الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" خلال إجتماع مجموعة العشرين "انه
يجب على الدول الأفريقية أن تتخد كوريا الجنوبية كنموذج للتطور الإقتصادى و لا
يوجد أى سبب يمنعها من تكرار ما فعلته كوريا" و سوف أسرد نبذة مختصرة عن
الاقتصاد الكورى و عن تاريخ كوريا منذ حركة الإستقلال مروراً بقيام الجمهورية
الأولى فى عام 1948م حتى قيام الجمهورية السادسة فى عام 1988م و تبنيها
للديمقراطية الليبرالية فى الصفحات التالية ، كما إننى قمت بترجمة الباب الأول و
الثانى من الدستور الكورى وفقاً لتعديلات 29 أكتوبر 1988م و سوف أستكمل البقية بإذن الله.
و قيامى بهذا البحث يرجع إلى
العديد من الأسباب أولها أننا بعد حركة 25 يناير أصبح لدى العديد من أبناء الشعب
المصرى تخوف مما هو قادم و حيث انه درس لنا تاريخنا من منظور تعظيم الزعماء و
تغاضى الإخفاقات،اردت ان اكتب عن مثال حى لعلنا نستفيد منه، و ثانيهاحبى الشديد
للثقافة الكورية و متابعتى للعديد من الأفلام الوثائقية و الدراما الكورية و أحسست
بوجود تشابه بين المجتمعين"المصرى و الكورى" فى العديد من الأمور،و
أتمنى أن لا أكون مخطئ فى هذا ، و فى النهاية أعتذر مقدماً عن أى أخطاء فى الصياغة
أو أخطاء لغوية نظراً لان هذا أول بحث أقوم به."
بطاقة تعريف
-الإسم : جمهورية كوريا.
-المساحة : 100210 كم2 "109 على مستوى العالم".
-تعداد السكان : 48.87 مليون نسمة "إحصائيات 2010".
-العاصمة : سيول.
-اللغة الرسمية : الكورية.
- الديانات الرئيسية : البوذية ، المسيحية.
-متوسط العمر المتوقع : 77 سنة للرجال ، 84 سنة للسيدات.
-العملة : الون الكورى.
-مؤشر التنمية البشرية : 0.897 "المركز الخامس عشر 2011"
-الناتج المحلى الإجمالى: 1.163 تريليون دولار "2011"
31.753 دولار أمريكى للفرد "2011"
-إحتياطى النقد الأجنبى : 311 بليون دولار "يناير 2012".
3 أكتوبر 2333ق.م:
"يوم التأسيس الوطنى، مملكة كوجوسون".
1 مارس 1919م : حركة الإستقلال.
13 أبريل 1919م: تكوين الحكومة المؤقتة.
27 نوفمبر 1943م: إعلان مؤتمر القاهرة بأن كوريا دولة حرة مستقلة و وحدة
واحدة.
15 أغسطس 1945م: تقسيم كوريا.
17 يوليو 1948م: وضع الدستور.
15 أغسطس 1948م: إعلان قيام جمهورية كوريا.
25 يونيو 1950م: غزو كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية.
معجزة على
ضفاف نهر الهان
تم إطلاق هذا
المصطلح على كوريا و فقاً للتطور السريع فى الإقتصاد الكورى عن طريق الزيادة فى
الصادرات الكورية و الإنجازات الصناعية و الإنجازات التكنولوجية و إزدهار التعليم
و إرتفاع مستوى المعيشة و التحضر و التنظيم الناجح لدورة الألعاب الاوليمبية 1988م
و التنظيم المشترك مع اليابان لكأس العالم 2002م و التحول السريع نحو الديمقراطية
والعولمة كل هذه العوامل قضت على أثار الحرب الكورية المدمرة و نهضت بكوريا
الجنوبية من تحت الرماد إلى دولة متقدمة ذات إقتصاد يبلغ حجمه تريليون دولار
بالإضافة إلى وجود التكتلات الإقتصادية الكبرى مثل سامسونج ، إل جى ، هيونداى كيا.
و على وجه
التحديد يشير هذا المصطلح إلى النمو الإقتصادى فى سيول و خاصة فى الفترة بين 1953م
إلى 1997م و يعود هذا المصطلح إلى "معجزة على ضفاف نهر
الراين" و الذى يشير إلى النهضة الإقتصادية لألمانيا الغربية
بعد الحرب العالمية الثانية، و نعود إلى كوريا الجنوبية فعندما إستولى الجنرال"بارك
شونج-هى" على السلطة كان معدل الدخل للفرد الواحد أقل 100 دولار
سنوياً ، وكانت كوريا الجنوبية تعتمد على المعونة الأمريكية على خلفية مشاركة
كوريا الجنوبية فى حرب فيتنام ، فكانت خطة "بارك شونج-هى" أو ما يسمى
بحركة المجتمع الجديد تهدف إلى تطوير قرى الريف الكورى ، فالقبضة القوية لحكومة
بارك و فعالية تشغيل العمالة الرخيصة بدأت تؤتى بثمارها على الإقتصاد الكورى ، ففى
أقل من أربع عقود تحولت القرى الفقيرة إلى مدن عالمية رائدة و مراكز تجارية فى
آسيا و مدن عالية التطور و مراكز إقتصادية لديها أحدث بنية تحتية متطورة فى العالم
، و تم تبنى تلك الخطة فى العديد من الدول الأفريقية بعد ذلك ، و بجانب ذلك تم
تطبيق الخطط الخمسية فتم تصميم أكثر من خمس خطط كان هدفها الأساسى إحياء الإقتصاد
الكورى و قد ساهمت تلك الخطط بشكل كبير فى الصناعة و توسيع حجم الأسواق الكورية.
لذلك يعد "بارك
شونج-هى" من أهم المساهمين الرئيسيين فى النهوض بالإقتصاد الكورى
، فقد إستطاع إعادة الثقة بالنفس لكوريا و الكوريين و بث الروح فيهم وكانت شعاره "تعامل مع الموظفين كالعائلة" فكان هذا
الشعار هو مفتاح النجاح الإقتصادى ، فكان مقدار إنتاج العمال الكوريين مرتين ونصف
مقدار إنتاج عمال الولايات المتحدة على الرغم من تقاضيهم عشر ما يتقاضاه عمال
الولايات المتحدة.
ومع هذا
التقدم الإقتصادى فى عهد بارك إلا ان الدولة عانت من الدكتاتورية ، ففى ظل حكومته
تم فرض الحظر على كل الصحف و وسائل الإعلام و دور السينما و تم إنتهاك حقوق
المواطنين و تم سجن كل من طالب بحقه و لم يسمح لأى أحد بالتعبير عن رأيه و كان
المستهدفين من هذا من كان ضد الشيوعية إلى أن تم إغتياله على يد أقرب أصدقائه.
و العديد من
المواطنين الكوريين يمجدوه لمساهمته الفعالة فى إحياء الإقتصاد الكورى و يعتبره
البعض الرئيس الأعظم فى تاريخ كوريا و لكن أيضاً يوجد العديد ممن ينتقدوا حكمه
الديكتاتورى ، و لكن لم تكن كوريا لتحقق تلك الثورة الإقتصادية لولا هذا الرجل ، و
لعله يفكرنى بأحد زعمائنا فى نفس الفترة أيضاً.
و قد إستمر
الإقتصاد الكورى فى الإزدهار و يعود هذا الإستمرار إلى مجموعات تشيبول و التى تضم "سامسونج ، إل جى ، هيونداى ، إس كيه" و التى ساعد
فى نموها "بارك شونج-هى".
فى الثمانينيات إستمر الإقتصاد الكورى فى النمو
محققاً معدلات قياسية و ذلك لإزدهار صناعة السفن "هيونداى للصناعات الثقيلة،
سامسونج للصناعات الثقيلة، دايوو لصناعة السفن و الهندسة البحرية" ، و معدات
التنقيب عن النفط ، و صناعة السيارات "مجموعة هيونداى كيا للمركبات"، و
الصناعات الحربية، و القيام بالعديد من المشروعات الإنشائية فى الشرق الأوسط ففى
"عام 1981م إستحوذت على 60% من المشاريع محققة عقود تبلغ قيمتها 13.7 بليون
دولار – عام 1987م بلغت قيمة العقود 13.8 بليون دولار" و لعل من أهم المشاريع
فى الشرق الأوسط "المرحلة الثانية من مشروع النهر الصناعى العظيم فى ليبيا
عام 1989م ، أهم شركة هى "مجموعة سامسونج سى اند تى" وقد قامت بالعديد
من المشاريع أهمها "أبراج بتروناس – برج تايبيه 101 – برج خليفة".
و فى بداية
التسعينيات واصل الإقتصاد الكورى فى النمو إلى أن حدثت الأزمة المالية الآسيوية فى
عام 1997م ولم يتبقى لدى كوريا سوى 20.4 بليون دولار كإحتياطى نقدى و أقر صندوق
النقد الدولى قرض بقيمة 21 بليون دولار كجزء من 58.4 بليون دولار وضعت كخطة إنقاذ
وتم إعادة هيكلة مجوعات تشيبول و تم إعادة هيكلة كلاً من القطاع المالى و الخاص و
بحلول عام 1999م اعلن صندوق النقد الدولى أن كوريا تجاوزت الأزمة المالية و تم
سداد القرض الطارئ بحلول عام 2008م، جدير بالذكر انه منذ 1962م وحتى 2008م، زاد
إجمالي الناتج المحلي الكوري من 2.3 بليون دولار إلى 928.7 بليون دولار، بينما زاد
دخل الفرد من 87 دولار إلى حوالي 19.231 دولار دولار أمريكي ، وأيضاً فى الفترة من
فى خلال سنة واحدة من 1997 إلى 1998 زاد الإحتياطى النقدى ليصبح 201.2 بليون
دولار.
و مع بداية
الألفية وبعد التخلص من الأزمة المالية حقق الإقتصاد زيادة فى الناتج الإجمالى
المحلى قدره 9.08% إنخفض بعدها إلى 3.8% بسبب النمو البطئ للإقتصاد العالمى ،هبوط
حجم الصادرات، توقف خطط الإصلاح المؤسسى و المالى ومع تلاحق الازمات المالية
العالمية إستمر الإنخفاض إنخفضت العملة أما الدولار الأمريكى بمقدار 34% إلى ان
جاءت سنة 2010 محققة معدل نمو بلغ 6.1% و حققت صادرات بلغت 424 بليون دولار فى أول
احدى عشر شهراً من سنة 2010 أعلى من صادرات عام 2008 بأكمله ، وتحتل قائمة
"الاحدى عشر القادمون" التى تتوقع أن تكون من أكبر إقتصاد فى
العالم للقرن الواحد و العشرين ، حيث يتوق
أن ينمو الإقتصاد بمعدل (3.9% : 4.2%) سنوياً بين 2011م و 2030م مشابهاً لمعدل نمو
متوقع لكلاً من البرازيل و روسيا.
حقائق
إقتصادية
-المركز
الخامس عشر وفقاً لإجمالى الناتج المحلى 2011.
-المركز
الثامن كأكبر مُصدر على مستوى العالم.
-اكبر شريك
تجارى (مركز ثالث مع الصين و اليابان – مركز سابع مع الولايات المتحدة – مركز ثامن
مع إنجلترا)
-أكبر مُصنع
للسفن على مستوى العالم (تملك أكبر مصنع للسفن فى العالم بواسطة هيونداى للصناعات
الثقيلة)
-المركز
الخامس فى صناعة السيارات.
-أعلى معدل
إتصال بالانترنت حيث تمتلك واحدة من أقوى الشبكات فى العالم.
-أكبر مُصنع
للشاشات بجميع أنواعها.
-أعلى معدل
زيادة فى براءات الإختراع.
-أكبر شركة
مصنعة للإلكترونيات "سامسونج".
-ثانى
أكبر مُصنع للصلب على مستوى العالم.
فى الحلقة القادمة نبذة عن التاريخ السياسى و تاريخ الدستور فى جمهورية كوريا الجنوبية
No comments:
Post a Comment